في محاولة لتحقيق رؤيتها لإنشاء الذكاء الاصطناعي المفيد والآمن للبشرية، أعلنت شركة OpenAI، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تمولها مايكروسوفت، عن تشكيل فريق جديد يهدف إلى إشراك الجمهور في تحديد كيفية تنظيم وإدارة برامجها للذكاء الاصطناعي. ويسمى الفريق Collective Alignment، وهو نتاج لبرنامج منح الشركة لتمكين الباحثين والمنظمات من اختبار طرق ديمقراطية لوضع القوانين والمعايير لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
كيف تسعى OpenAI إلى تمكين الجمهور من تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي
وقالت تينا إيلوندو، وهي مهندسة أبحاث ومؤسسة مشاركة لفريق OpenAI الجديد: “نحن نؤمن بأن الناس يجب أن يكون لهم دور فعال في تشكيل الذكاء الاصطناعي الذي سيؤثر على حياتهم، ونحن نسعى إلى إنشاء عمليات تشاركية تسمح لهم بالتعبير عن رأيهم واحتياجاتهم”.
وأضافت إيلوندو أن الفريق يركز على تطوير أساليب وأدوات لجمع وتحليل واستخدام المدخلات البشرية في تطوير وتقييم ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي.
مقالات ذات صلة:
وقال تيدي لي، وهو مدير المنتج والمؤسس المشارك الآخر لفريق OpenAI الجديد: “نحن نرغب في التعاون مع Worldcoin، وهو مشروع جديد أطلقه سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة ، والذي يهدف إلى توزيع الثروة الرقمية للبشر عن طريق التحقق من هويتهم باستخدام تقنية البصمة الشبكية.
ونحن نعتقد أن Worldcoin يمكن أن يساعدنا في ضمان أن الأشخاص الحقيقيون فقط هم من يمكنهم المشاركة في عمليات الحوار والتصويت حول الذكاء الاصطناعي”. وأوضح لي أن الفريق لا يزال في مرحلة التخطيط ولم يتخذ أي قرار بشأن تكامل Worldcoin.
وحققت الشركة نجاحات باهرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو الذكاء الاصطناعي القادر على إنشاء محتوى جديد من النصوص والصور والأصوات وغيرها.
وأصبح روبوت الدردشة ChatGPT، الذي أطلقته الشركة في نهاية عام 2022، واحدًا من أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والذي يمكنه إجراء محادثات طبيعية وممتعة مع المستخدمين، وتطورت الشركة أيضًا نموذج GPT-4، وهو نموذج لغوي متقدم يمكنه أداء مجموعة واسعة من المهام اللغوية، مثل الكتابة والترجمة والملخص والإجابة على الأسئلة.
كيف تواجه OpenAI التحديات والفرص في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي
ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يثير أيضًا بعض المخاوف والتحديات، خاصة في ظل تزايد الاستخدام السيئ له في إنتاج المحتوى المضلل أو المزيف، مثل صور الوجوه الوهمية أو الفيديوهات المعدلة أو الأخبار الكاذبة.
ويقول البعض إن الذكاء الاصطناعي يحمل تحيزات وانحيازات ناتجة عن البيانات التي يتم تدريبه عليها، والتي قد تنعكس في مخرجاته. وقد اكتشف بعض المستخدمين أن بعض برامج الذكاء الاصطناعي تنتج نصوصًا أو صورًا عنصرية أو جنسية أو مهينة.
وقالت إيلوندو إن فريق OpenAI الجديد يسعى إلى توظيف المزيد من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والعلوم الاجتماعية والإنسانية للانضمام إلى مهمته، ويعمل الفريق عن كثب مع فريق Human Data في OpenAI، وهو فريق مسؤول عن بناء البنية التحتية لجمع وتخزين ومشاركة المدخلات البشرية مع الفرق البحثية الأخرى في الشركة.
وتأمل OpenAI أن يساهم فريقها الجديد في تحقيق هدفها الأسمى، وهو إنشاء الذكاء الاصطناعي العام، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه أداء أي مهمة يمكن للإنسان أن يؤديها، والذي يتوافق مع القيم والمصالح الإنسانية، ويجمع الفريق ملاحظات وآراء الجمهور حول كيفية تصميم وتقييم وتحسين نماذجها في منتجاتها وخدماتها.
